ياسر أيوب يكتب: الرئيس والرياضيون

أعلنت رئاسة الجمهورية أن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية قد يلتقى غدا الأحد مع عديد من الرياضيين ومنهم رؤساء الأندية.. وقيل إن الهدف من هذا اللقاء هو استعراض أهم المشاكل الرياضية الحالية فى مصر والأزمات التى تواجه وتهدد الرياضة وكرة القدم المصرية..

قيل أيضا إن الرياضيين الحاضرين سيقدمون للرئيس رؤاهم وأفكارهم ومطالبهم الرياضية.. ومن فرط ما باتت حياتنا معلبة وبدون أى تجديد أو تغيير فى أفكارنا وكلماتنا وتعليقاتنا وإعلامنا وردود أفعالنا.. أصبح من السهل توقع كيف سيستقبل الناس هذا الخبر الخاص بلقاء الرئيس مع الرياضيين ورؤساء الأندية.. المؤيدون للرئيس والجماعة سيقولون إنه شىء رائع وجميل أن يلتفت رئيس الجمهورية رغم شواغله وحموله للرياضة ويلتقى بنجومها ومسؤوليهم ليبحث معهم شؤون الرياضة وأن هذا الاهتمام الجميل أمر متوقع من رئيس منتخب جاءت به صناديق الانتخاب أى جاء بإرادة الناس ليبقى واحدا من الناس مشاركا لحياتهم واهتماماتهم بما فيها الرياضة وكرة القدم..

أما المعارضون والرافضون للرئيس والجماعة فسيتداولون الأمر كله بفائض من التهكم والسخرية من رئيس يترك كل كوارثنا ومواجعنا وأزماتنا الكبرى.. السياسية والاقتصادية والقضائية والاجتماعية.. ويجد لديه الوقت والقدرة على اللقاء بالرياضيين لبحث همومهم وأزماتهم.. وسنبقى هكذا حتى يوم الأحد.. وأيام قليلة بعد يوم الأحد.. دون أى تغيير أو حتى تجديد.. فلا الذى يدافع طول الوقت عن الرئيس.. أو الذى يهاجمه وينتقده ويسخر منه.. سينظران للأمر بأى جدية أو احترام للناس والعقول وحقائق الأشياء.. وأنا لا أنوى الدفاع عن الرئيس ولا السخرية منه أيضا..

ولكننى رافض لهذا اللقاء الذى ليس الآن وقته وأوانه.. فالرؤساء هناك فى الغرب لا يلتقون بالرياضيين أو الفنانين لأن هناك مشاكل وأزمات تستدعى طرحها على الرئيس ليتدخل ويحلها.. وإنما تكون غالبا لقاءات عادية للاحتفال والتكريم أو لتدشين حملات اجتماعية أو طبية تستدعى تكاتف ومشاركة الجميع.. وكنت أتخيل أننا أنهينا بالثورة ذلك العصر الذى كان لابد فيه من تدخل أى رئيس لحل أى مشكلة ويبقى الوطن الكبير بجميع همومه ومجالاته يديره شخص واحد فقط..

كما أننى لا أعرف ما هى المشاكل التى سيطرحها الرياضيون على الرئيس ويكالبونه بالتدخل لمواجهتها.. هل هى لعب الكرة حاليا بدون جمهور أم وزارة الداخلية والألتراس وحريق اتحاد الكرة أم الأزمات المالية التى تكاد تعصف بالجميع وأزمة البث التليفزيونى والضرائب المتأخرة على كل الأندية بلا استثناء أم قانون الرياضة الجديد ولائحة الثمانى سنوات.. وما هو بالضبط دور الرئيس أو اختصاصه فى كل هذا.. فكل أزمة منها لها اختصاصها الطبيعى..

سواء كان القضاء الفاصل فى الصراعات والخلافات أو كانت الوزارات المعنية بالتزاماتها ومسؤولياتها.. فهل سيكون الرئيس مرسى فى هذا اللقاء بديلا للقضاء والبرلمان ووزراء الداخلية والمالية والإعلام والرياضة بحيث تغنينا كلماته وتعليقاته عن أى حكم لمحكمة أو قرار رسمى لوزير.. أم أننا عدنا إلى الخلف حيث كانت إشارة الرئيس أو ابتسامته أو غضبه أقوى من أى قانون أو برلمان أو حكومة.